ارجو ان الموضوع يعبكم و هنبدأ بالاسطورة مارادونا
شكل ظهور مارادونا في الارجنتين فرحة كبرى فقد استطاعت الارجنتين اخيرا ان ترد على منافستها على صدارة الكرة في امريكا الجنوبية والعالم البرازيل وتقول لها لدينا الان من هو ند لنجمكم بيليه ولم يعد لديكم ما تباهون به علينا ونقف نحن ساكتين
اذا, كان مارادونا الرد الارجنتيني على ظاهرة بيليه اللاعب وهو ان لم يكن قد حقق الفوز بكأس العالم ثلاث مرات كما فعلها بيليه فهو قد اضاف الى المرة الوحيدة التي فاز بها بكأس العالم في 1986 بطولات عديدة اينما حل بل انه حقق معجزة كروية مع فريق نابولي حين حوله من فريق صغير جل امله البقاء ضمن فرق الدرجة الاولى الايطالية الى بطل لدوري وكأس ايطاليا وحمل معه كأس الاتحاد الاوروبي كما امتد تأثيره الى الشارع الارجنتيني مثلما كان تأثير بيليه في الشارع البرازيلي واثره على حب الصغار لكرة القدم واتجاههم لممارستها .
قد يختلف اثنان علي المفاضلة بين بيليه ومارادونا ويمنح كل منهما صوته لاحدهما لكن الجميع متفق على ان الاثنين من اساطير كرة القدم العالمية النادرة التي لم نشاهد مثلها بعد وان لكل منهما لمسات ساحرة ولمسة خاصة بارعة لا يمتلكها غيره حتى تخال ان في الامر خداع بصر مادام ما يفعله كل منهما مع الكرة خارج حدود المألوف الذي اعتدنا مشاهدته من نجوم الكرة الاخرين.
وفي مجال المهارات الفردية والتلاعب بالكرة تميل الكفة لمصلحة مارادونا رغم انه يداعب الكرة برجل واحدة في حين يجيد بيليه اللعب والتهديف بكلتا القدمين وبالرأس ايضا كما يتميز مارادونا بمهارة المراوغة بالكرة ولو في مساحة نصف متر مربع او في مساحة واسعة وقد اختير هدفه التاريخي الذي سجله في نهائيات كأس العالم 1986 بمرمى انجلترا (الهدف الثاني) حين راوغ نصف الفريق الانجليزي اعظم هدف في تاريخ نهائيات كأس العالم على مدى 70 عاما.
عض مسئولو برشلونة اصابعهم ندما على التفريط بمارادونا الذي باعوه الى نابولي الايطالي في 1984 مقابل رقم قياسي عالمي بلغ 5 ملايين جنيه استرليني (10 ملايين دولار حينها) فقد اصبح اسطورة كروية بعد سنتين فقط وقاد مجموعة من اللاعبين الشباب نصف الموهوبين للفوز بكأس العالم 1986 وحقق هو مجدا شخصيا بتتويجه ملك الكرة في العالم ونجم البطولة الاول وفي العام التالي حقق لنابولي حلما كان يظنه الجميع مستحيلا وفاز الفريق بثنائية الدوري والكأس الايطاليين
وكان له في كل عام انجاز اذ احرز في العام 1988 لقب هداف الدوري الايطالي وفي العام 1989 احرز كأس الاتحاد الاوروبي وفي العام 1990 احرز لقب بطولة الدوري الايطالي مع نابولي للمرة الثانية والاخيرة وقاد الارجنتين في نهائيات كأس العالم 1990 حيث خسروا المباراة النهائية امام المانيا بركلة جزاء مشكوك في صحتها سجل منها المدافع الالماني اندرياس بريمة هدف المباراة الوحيد.
كان العام 1990 اخر عهد مارادونا بالبطولات وهو ان لم يتعرض للاصابة داخل الملعب فقد تعرض لما هو العن منها حيث تم حرمانه من اللعب 15 شهرا في العام 1991 لوجود نسبة من الكوكايين في التحليل الروتيني الذي اجري في الدوري الايطالي وعرف مارادونا ان عيشه انقطع في الدوري الايطالي سيما مع وجود هجمة شعواء من الصحافة وذلك اثر العودة الى الارجنتين ثم القبض عليه في بلده وبحيازته مخدرات ولم يستطع الهروب من مطاردة الصحافيين الذين احتشدوا ذات مرة امام سياج قصره الفخم في بوينس ايرس فأطلق عليهم عيارات نارية من بندقية صيد!! وطارده الصحافيون عبر المحاكم التي ادانته.
وقد تأثر اسلوب معيشة مارادونا ولعبه في الارجنتين واصبح مطاردا من الصحافة والضرائب وتأثر بسبب ادمانه المخدرات ولذلك لم تنجح تجربته القصيرة مع نادي نيولز اولد بريز من 93 وحتى 1994 حيث تم فسخ العقد بسبب عدم مواظبة مارادونا على التدريب وتدخله في عمل الكادر التدريبي ولم تستمر تجربته مع ناديه القديم بوكاجونيورز سوى عام واحد كان يتقاضى فيها 50 الف دولار عن المباراة الواحدة
.
توقف مارادونا عن اللعب محليا في العام 1996 مثلما توقف عن اللعب دوليا اثناء نهائيات كأس العالم 1994 حين فشل في تحليل البول وظهرت عينة مخدرات اثناد كأس العالم فتم ابعاده عن البطولة فورا وكان قد عاد الى المنتخب بقرار من الرئيس الارجنتيني السابق كارلوس منعم بعد مأزق التصفيات حيث تدهور اداء المنتخب بدون مارادونا واحتاج الى لعب مباراتين مع استراليا (بطلة اوقيانوسيا) لتحديد المنتخب المتأهل فشارك مارادونا وفازت الارجنتين.
كانت بوادر النبوغ الكروي لمارادونا واضحة منذ بداياته وهو طفل صغير ثم مراهق مع فريق ارجنتينوس جونيورز وقد استدعاه مدرب المنتخب الارجنتيني الاسبق سيزار مينوتي الى التشكيلة الاولية التي ستخوض نهائيات كأس العالم 1978 في الارجنتين لكنه استبعده عند تسمية اللاعبين الـ 22 الاساسيين بداعي صغر السن وقلة الخبرة سيما وان الفوز بالبطولة كان حتميا وبأوامر عسكرية صارمة من الرئيس الارجنتيني.. وبكى مارادونا بكاء مرا وذرف دمعا حارقا وهو يشاهد مواطنه باساريللا وكيمبس وباقي اللاعبين يحملون كأس العالم وهو جالس يتفرج عبر شاشة التلفاز.
وقد اعاده الى تشكيلة المنتخب بعد نهائيات كأس العالم 1978 مباشرة واذهل الشاب مارادونا العالم بمهاراته ولاموا المدرب على حرمانه من فرصة اللعب في نهائيات كأس العالم 1978 وجاء الموعد المنتظر في نهائيات كأس العالم وتألق مارادونا امام بلجيكا وخضع لرقابة صارمة امام ايطاليا من قبل جنتيلي الذي مزق قميصه ثم امام البرازيل حين فقد اعصابه و(رفس) لاعبا برازيليا لينال بطاقة حمراء ويخرج مغضوبا عليه ثم حقق مارادونا الفوز بكأس العالم مع المدرب بيلاردو الذي ربطته صداقة قويه مع مارادونا اثناء الفترة التي قاد فيها المنتخب الارجنتيني في نهائيات كأس العام 86 و1990 لكن مارادونا رفض منحه تأييدا في حملته لمنصب الرئاسة في الارجنتين هذا العام.